السبت، 6 أغسطس 2011

أصل فكرة موائد الرحمن ومخيمات التفطير في رمضان وسماط الخليفة


"سماط" الخليفة وموائد الرحمن !

كان القائمين على قصر الخليفة الفاطمي يوفرون راتبا كبيرا من السكر والدقيق لصناعة حلوى رمضان الكنافة والقطايف وغيرها.



وهناك أيضا دار الفطرة ومهمتها إعداد الكعك وما شابه لتوزيعه في ليالي الفطر والعيد، وتعد بالقناطير لتوزع على مجموع المصريين في القاهرة. كما كان يحرص الخليفة على إقامة مائدة إفطار رمضان تسمى "سماط" بحضور رؤساء الدواوين، الحاكم، والوزراء. وكانت في هذا الوقت القاهرة مدينة خاصة للخليفة وخاصته، وفرق الجيش المختلفة.


وتعددت الأسمطة الرسمية التي كان يحضرها الخليفة الفاطمي بنفسه, فكان السماط يمد في "قاعة الذهب" بالقصر الشرقي الكبير في ليالي رمضان وفي العيدين وليالي الوقود الأربعة والمولد النبوي خمسة موالد: الحسين, السيدة فاطمة, الإمام علي, الحسن, الإمام الحاضر, بالإضافة إلى "سماط الحزن" في يوم عاشوراء.

فإذا كان اليوم الرابع من شهر رمضان, رتب عمل السماط كل ليلة بقاعة الذهب إلى السادس والعشرين منه, ويستدعى له قاضي القضاة ليالي الجمع توقيرا له, فأما الأمراء ففي كل ليلة منهم قوم بالنوبة ولا يحرمونهم الإفطار مع أولادهم وأهاليهم, ويحضر الوزير فيجلس في صدر السماط, فإن تأخر كان ولده أو أخوه, وإن لم يحضر أحد من قبله كان صاحب الباب.



ويقول العلامة "المقريزي" عن سماط رمضان بقاعة الذهب: "... وكان قد تقرر أن يعمل أربعون صينية، حلوى وكعك وأطلق برسم مشاهد الضرائح الشريفة, لكل مشهد سكر وعسل ولوز ودقيق وشيرج, ويعمل خمسمائة رطل حلوى تفرق على المتصدرين والقرّاء والفقراء.



ثم يجلس الخليفة في منظرة القصر, ويتوافد كبار رجال الدولة فيقبلون الأرض بين يديه ويتلو المقرئون القرآن الكريم, ثم يتقدم خطباء: الجامع الأنور وجامع الأزهر وجامع الأقمر, مشيدين في خطبتهم بمناقب الخليفة, ثم ينشد المنشدون ابتهالات وقصائد عن فضائل الشهر الكريم".

وترجع فكرة "موائد الرحمن" إلى الولائم التى كان يقيمها الحكام وكبار رجال الدولة والتجار والأعيان في أيام الفاطميين.






***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق