السبت، 6 أغسطس 2011

حكاية مدفع رمضان واصلها



 يشير التاريخ إلى أن المسلمين –فى شهر رمضان- كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ استخدام الأذان اشتهر بلال وابن أم مكتوم بآدائه، وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ –ومع زيادة الرقعة المكانية وانتشار الإسلام– أن يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الأذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع الإفطار إلى الوجود
وظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نية مبيتة لاستخدامه لهذ الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود فى عهد الخديوى اسماعيل يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت فى سماء المحروسة، وصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب فى أحد أيام رمضان فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار، وساروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجَّة فاطمة ابنة الخديوى اسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرماناً يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية، وبالفعل بدأت الحكومة فى تنفيذ هذا الأمر وصار تقليداً متبعاً حتى الآن.
ومن الروايات المشهورة ايضاً عن مدفع رمضان هو أن والي مصر محمد علي الكبير اشترى عدداً من المدافع الحربية، وفي يوم من ايام رمضان كانت تجري الاستعدادات لاطلاق أحد المدافع كنوع من التجربة وكان اطلاق المدفع لحظة أذان المغرب من فوق القلعة في حي مصر القديمة، فاعتقد الصائمون ان هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه وسألوا الوالي أن يستمر هذا خلال شهر رمضان فوافق عليه لتصبح عادة سائدة منذ ذلك الوقت.

خطوات عمل المدفع
استمرت عملية اطلاق المدفع بالذخيرة الحية حتى عام 1859م لكن ومع ظهور المتغيرات والتحولات ظهر جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة «الفشنك» غير الحية او الحقيقية، ليتم بذلك الاستغناء عن الذخيرة الحية، والتي كانت تسبب الكثير من المشاكل، وتثير القلق والخوف للأحياء السكنية المجاورة للمنطقة التي يقع فيها المدفع ويتولى المدفع عدد من رجال الأمن، ويقومون باعداد البارود كل يوم مرتين خلال شهر رمضان المبارك، لحظة الإفطار والامساك.
وقد أدى إتساع الأماكن وكبر حجم العمران وكثرة السكان -بالاضافة الى ظهور الاذاعة والتلفزيون- إلى استغناء تدريجياً عن هذا المدفع، كما انه توقف في بعض الاعوام عن الإطلاق بسبب الحروب كما تم الاكتفاء عنه بتسجيل طلقات حتى يتم الاستماع اليها من الإذاعة والتلفزيون، مما أدى إلى إهمال عمل المدفع.
والمدفع عبارة عن ماسورة من الصلب ترتكز على قاعدة حديدية تتوسطها عجلة لتحريك ماسورة المدفع، وترتكز من ناحية على الأرض ومن ناحية أخرى على محور حديدى يتوسط عجلتين كبيرتين من الخشب تساعدان على تحرك المدفع من مكان لآخر إذا لزم الأمر.





****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق