انها رحلة ايمانية رمضانية الى بعض البلاد لنرصد كيف
يقضى مواطنوها الآيام المباركة من رمضان
يقضى مواطنوها الآيام المباركة من رمضان
رمضان فى المملكة العربية السعودية
لا يوجد اختلاف كبير في الأجواء الرمضانية في مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية فالجانب الديني والروحانية يحيطان بكل
شيء منذ رؤية هلال شهر رمضان المبارك إلى لحظات تحري هلال العيد..ويرتبط الشهر الكريم بعادات اجتماعية وممارسات
مختلفة تمنحه المزيد من التميّز.
يرتبط شهر الصيام بامور يجب الإعداد لها مسبقاً مثل شراء الاطعمة الخاصة والمشاريب الرمضانية"قمر الدين- التمر هندي"
الإفطار في رمضان يكون على التمر والعصيرات او القهوة،ثم بعد صلاة المغرب تمتد مائدة الإفطار والتي لا يمكن ان تخلو من الشوربة
والسمبوسة والفول....وغيرها من الاطباق مثل الطعمية والبيض والمطبق .....اما الحلويات فسيدة المائدة الرمضانية هي لقطائف
تليها الكنافة ،المطبق الحلو المعصوب
أما بعد الإفطار فعادةً يتجه الجميع رجالاً ونساءً لصلاة العشاء والتراويح في المسجد بعد أن كان الرجال وحدهم يخرجون لها والقليل
من النساء كانوا يؤدونها في منازلهم...أما اليوم فهناك مسجد بجانب كل بيت.....وهناك قسم نسائي بداخل كل مسجد...انها فرصة
رائعة لاداء الصلاة بشكل جماعي وشيء يثلج الصدر فالنساء كباراً وصغاراً يتهافتون على المساجد لأداء الصلاة
و يحرص الناس في المملكة العربية السعودية علي تلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات في أوقاتها ففي الحرم المكي الشريف لا تبقي زاوية
إلا ونجد فيها قاريء للقرآن الكريم.. ويجتمع الناس حول الكعبة قبل أذان المغرب لتناول طعام الافطار وتقديمه لضيوف الرحمن ثم يقومون
بأداء الصلاة. وفي المسجد النبوي يشتد الازدحام عند الافطار حيث يحمل معظم الصائمين بعضا من التمر وهو عنصر أساسي علي مائدة
الافطار السعودية والبعض الآخر يحمل طعامه كاملا. كما أننا نجد الكثير من أهل الخير وسكان المدينة يقدمون طعام الافطار لزوار الحرم المدني
ومساجد المدينة المنورة علي نفقتهم الخاصة. وفي المملكة لا يعرف المسحراتي الذي تعرفه كثير من البلاد العربية فيعتمد الكثير من الناس
علي الأذان والمدفع في معرفة حلول وقت الافطار أو موعد بدء الصيام. وأضفي السعوديون صبغة حديثة علي عاداتهم في رمضان حيث تبادلوا
أكثر من 18 مليون رسالة قصيرة عبر الهواتف المحمولة للتهنئة بشهر الصوم.
ويعتبر المغش من الأكلات الشعبية وذلك لتميزه بنكهة شعبية مميزة.ويعد المغش من الأواني الحجرية القديمة التي كانت تستخدم قديما بمنطقة
جازان لطهي اللحم.. وهو عبارة عن اناء حجري يشبه الى حد كبير "الطربوش" ينحت من نوع من أنواع صخور "السلف" التي تحتفظ
بالحرارة.. كما تصنع منها أنواع أخرى من الأواني المنزلية للبيت الجازاني القديم. وتستخدم هذه "المغاش" جمع مغش لطهي اللحم وذلك
بوضعه في التنور بعد أن توضع قطع اللحم والشحم بأحجام متوسطة يوضع معها الخضار ويضاف اليها قليل من الماء بالاضافة الى البهارات والكركم
وهو ما يعرف في المنطقة ب "الهرد" والثوم والملح.. ثم يوضع في التنور ويعرف محليا ب "الميفا" لمدة تتراوح بين ساعة ونصف الى ساعتين بعد
ذلك يكون جاهزا لاحتساء مرقه وأكل لحمه الذي طهي بحرارة الفحم بالتنوره مع بقائه حارا لفترة طويلة كون اناؤه حجرياً يحتفظ بالحرارة
رمضان والمصريين
تتعدد مظاهر استقبال المصريين لشهر رمضان حيث اختلفت قليلا التقاليد لدى المصريين زمان ولكنها احتفظت بمظاهرها
مثل اضائة انوار المساجد وفوانيس رمضان.ومن عادات المصريين أيضا الحرص على شراء الياميش والمكسرات والبلح وغير
ذلك من المستلزمات الرمضانية. ويعتبر فانوس رمضانبمثابة إعلان شعبي بقدوم الشهر الفضيل فتزدان به شرفات البيوت
والشوارع والميادين والأحياء الشعبية، كما يعد الفانوس من أهم ألعاب الأطفال المحببة في هذا الشهر، وخاصة بعد تطويره
من حيث الشكل وتزويده بأضواء جذابة وأغنيات دينية يحبها الأطفال مثل الأغنيتين الشهيرتين وحوي يا وحوي و حالوا يا حالوا .
الا ان الكبار ما زالوا يفضلون الفانوس التقليدي القديم الذي ما زال سعره يفوق سعر الجديد وهو ما يزينون به المنازل سواء
داخلها او خارجه وشهر رمضان هو الشهر التاسع فى تقويم الهجرى الإسلامى. وفيه يتحوّل الشارع المصري مع ثبوت رؤية
الهلال إلى احتفالية جميلة، فتنشط حركة الناس في الأسواق و يقوموا بشراء حاجات رمضان المتعارف عليها وتتزين الشوارع
بالاعلام والفوانيس الملونة . ويزداد رمضان جمالا بما يحمله عند الكبار والصغار من عادات وتقاليد متوارثة واشهرها منظر الأطفال
حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : رمضان.....حلّو يا حلّو
ويتزامن رمضان وشعائره من جلجلة صوت قارئي القرآن المعروفين الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ
محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد واحاديث الشيخ محمد متولي الشعراوي في كل مكان في مصر للحفاظ
على روحانية هذا الشهر الكريم
رمضان فى افريقيا
يواصل المسلمون فى شتى أنحاء العالم الاحتفال بشهر رمضان المبارك الذى له مذاق خاص لدى
الشعوب الأفريقية المسلمة التى لها طقوس وتقاليد وعادات تميزها عن باقى شعوب العالم.
رمضان في المغرب
طقوس دينية خاصة وعادات ضاربة في عمق التاريخ وإحدى أجمل صور هذا الاحتفاء بالشهر الكريم تبقى في إقبال أهل المغرب على
الاعتناء بالمساجد تنظيفا وتطييبا وتجديدا لمفروشاتها وطلائها.. وكأن رمضان ضيف سينزل كريما على المغاربة.
ويرتدي الجميع الملابس القومية 'الجلابية' ذات البرنس ويطلق عليها القميص أو القفطان أو التكشيطة .وفقا للمستوي الاجتماعي وتعمم
الطرابيش الحمراء علي رؤوس الشباب..
وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : ( عواشر مبروكة )
ثم إنك ترى الناس يتبادلون الأدعية والمباركات والتهاني فيما بينهم سرورًا بحلول الضيف الكريم الذي يغير حياة كثير من الناس تغييرًا كليًا .
ومائدة الإفطار المغربية تضم بشكل أساسي شربة 'الحريرة' وتحوي العدس والحمص والكزبرة والبقدونس واللحم أو الدجاج حسب الظروف
وتخلط بالدقيق وتغلي ثم البيض المسلوق ونوع من الحلوي يسمي حلوي 'السلو' وهو عبارة عن خليط من دقيق محمر ولوز سمسم وعين
الجمل والعسل.. وبعد الإفطار يخرج الجميع إلي حلقات سواء كانت دينية بالمساجد أو فكاهية بالمقاهي
أو ممارسة الألعاب مثل لعبة 'الفروسية'
ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين ، مما يشعرك
بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه . تقام خلال أيام الشهر الكريم دروس دينية بحضور كوكبة من العلماء والدعاة ، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد ، لما يلمسونه من
أهمية هذه الدروس ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم ، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة .
ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ،
يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز " الشاي المغربي " كأهم عنصر
من العناصر التقليدية المتوارثة ، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها في
هذا الشعب الكريم ، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال .
المدن المغربية تنتهز فرصة ليالى رمضان لتقيم الحفلات والسهرات العمومية في الشوارع والحارات ، ويستمر هذا السهر طويلا حتى وقت السحر .
وشخصية ( الطبّال ) أو المسحراتي لا تزال ذات حضور وقبول .وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد بقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية .
وفيما يتعلّق بالإفطار المغاربي فإن الحريرة يأتي في المقدمة . بل إنها صارت علامة على رمضان ، ولذلك فإنهم يعدونها الأكلة الرئيسة على مائدة الإفطار ، وهي عبارة عن مزيج لعدد من الخضار والتوابل تُقدّم
في آنية تقليدية تسمّى الزلايف ويُضاف إلى ذلك الزلابية والتمر والحليب والبيض ، مع تناول الدجاج مع الزبيب .وللحلوى الرمضانية حضورٌ مهم في المائدة المغربية ، فهناك الشباكية والبغرير والسفوف والكيكس والملوزة والكعب ، والكيك بالفلو وحلوى التمر ، وبطيعةالحال فإن تواجد هذه الحلوى يختلف من أسرة إلى أخرى بحسب مستواها المعيشي
رمضان فى الجزائر
يعد شهر رمضان لدي الجزائريين من اهم الشعائر الدينيه ويولونه مكانه خاصه بين باقي الشعائر الاسلاميه الاخري. ولم يعد شهر الصيام لدي الجزائريين الركن الرابع في أركانالاسلام فحسب، بل اصبح جزءا من الثقافه والموروث الاجتماعي لديهم.
وتبدا النسوه في الاعداد لرمضان شهرا من قبل، حيث تغسلن جدران البيت كله، وتخرجن الاواني الجديده، كما تحضرن التوابل المخصصه للطبخ. كما يكثر تهافت الجزائريين علي اقتناء الماكولات. ومعروف عن الجزائريين شغفهم بتحضير مائده افطار متميزه في شهر رمضان، ويخصصون لها ميزانيه ماليه معتبره. وعاده ما تتكون مائده رمضان من طبق الحساء "الشربه" ويعرف في الشرق الجزائري ب "الحريره"، ولاياكل هذا الطبق الا ب "البوراك" وهي لفائف من العجين الرقيق الجاف تحشي بطحين البطاطا واللحم المفروم، وهناك من يتفنن في طهيها باضافه الدجاج او سمك "الجمبري"، والزيتون.
كما لا تخلو مائده افطار جزائريه من طبق "اللحم الحلو" وهو طبق من "البرقوق" او "المشمش" المجفف يضاف اليه الزبيب واللوز ويضيف له البعض التفاح ويطبخ مع اللحم وقليلا من السكر. وهناك حلويات لا يجب ان تغيب عن مائده رمضان مثل "قلب اللوز" (دقيق ممزوج بطحين اللوز) و"الزلابيه".
والجزائريون يحتفلون باول صيام لاطفالهم احتفالا مميزا، يكرمونهم ايما تكريم في اول صيام لهم ويرافقونهم طيله يوم صيامهم. وعاده ما يبدا الاطفال في الجزائر التدرب علي الصيام وهم في السنه الاولي من دراستهم، وفي بعض الاحيان قبل ذلك. ويقرب الآباء اطفالهم في اول صيام لهم، ويجلسونهم الي جانبهم علي مائده الكبار، اذ عاده ما يجلس الاطفال الصغار غير الصائمين في مائده اخري غير مائده الصيام.
ويحتفل باول صيام للطفل، فيطبخ له "الخفاف" وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت، او "المسمن" هو ايضا فطائر عجين مرقق يطبخ في قليل من الزيت. وعاده ما تطبخ هذه الفطائر عند اول حلاقه للطفل الذكر، او ظهور الاسنان الاولي له، وعند اول دخول للمدرسه. كما يصنع للطفل الصائم لاول مره مشروب حلو يدعي "الشربات" وهو مزيج من الماء والسكر وماء الزهر يضاف اليه عند البعض عصير الليمون. وتعتقد الامهات ان هذا المشروب الحلو يجعل صيام الطفل حلوا ويحبب له الصيام كي يصوم مره اخري.
ومن العادات الجديده لدي الجزائريين في رمضان هو دعوه أهل الفتاه لخطيبها واهله في هذا اليوم للافطار معا، وهي فرصه للتقريب بين العائلتين قبل الزواج، ويقدم فيها الرجل لخطيبته هديه تدعي "المهيبه" (تحوير لكلمه هبه) عاده ما تكون خاتما او اساور من ذهب، او قطعه قماش رفيع. ومن احب الاوقات في رمضان لدي الجزائريين هو ما بعد الافطار، او ما شاع عن الجزائريين باسم "السهره"، حيث يخرج الرجال الي صلاه التراويح، ثم الالتقاء في المقاهي للسمر.
رمضان فى تونس
للأجواء الرمضانية في تونس طعمٌ خاص، فهي تجمع بين الترفيه والمتعة والعبادة، ولكل طالب ما يريد.
حظى شهر الصيام لدى مختلف فئات الشعب التونسي بقداسة خاصة، إذ تستعد الأسر التونسية لاستقباله بشكل احتفالي، بتجديد مستلزمات المطبخ، وتهيئة المنزل لسهرات تعاد كل عام،
ولكنها لا تنسى.ففي تونس ترتفع الزينات لقدوم رمضان، وتقام الحفلات او السلامية باللهجة التونسية
التي تحتفي في رمضان بالأذكار الدينية .
وتتفنن السيدات في صنع المسقوف وهو عبارة عن الكسكسي بالسكر وحب الرمان. طوال شهر
رمضان تكون هناك اجتماعات لأفراد العائلة التي تقام بالتناوب ويقومون بتجهيز مالذ وطاب من الطعام
مثل عين سبنيورية وهى أكلة تونسية خفيفة وسلطة الخضار المشوية والكسكسي التونسي .
والعادات الدينية الشهيرة بتونس الخضراء الاجتماع بعد صلاة التراويح حيث يبدؤون بتكوين الحلقات لحفظ القران والإنصات لتفسيره مع تلقي دروس أخرى
كما يحيون مهرجانات رمضانية في المخيمات ....ومازال أبو طبيلة او ذلك المسحراتي موجودا حتى الآن يقوم بمناداة الناس وقت السحر..
رمضان فى ليبيا
هنا في ليبيا يتجمع الأبناء والأحفاد في بيت الجد وتتوالي هذه التجمعات في بيت أحد الأقارب بل علي مستوي الجيران والأصدقاءكثر الموائد الرمضانية ويتبادلون الأكلات، وبعد تناول الإفطار الذي غالبا ما يتمثل في 'عجينة اليوريك أشهر الأكلات خلال رمضان.. التي تستعمل في أكلات مختلفة يمكن حشوها
باللحم او الجبن أو البيض أو التونة وهو طبق أساسي علي مائدة الإفطار في كل البيوت..ويكثر بين التمر واللبن الرايب مع العصائر مثل قمر الدين..كذلك من الأكلات الرمضانية الكسكسي بلحم الخروف والبازين
مع لحم القاعون 'الجمل الصغيرثم يتناولون بعد الأفطار المشروبات والحلويات كالكنافة والحلوى
قارة اسيا
يؤثر قدوم شهر رمضان على مسلمي دول قارة آسيا. ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر
رمضان ترسم ملامحه ريشة الصيام لتكون صورة واضحة لأيام رمضان ولياليه.. ومهما كانت الألوان وتداخلها نجد ابتسامة الصائمين هي ملء الصورة وسر ألوانها وفى خلفياتها نجد حياة المسلمين في كل مكان..
وحول رمضان نقدم صورة تترجم جمال استقبال الشعوب لهذا الشهر بعاداته وتقاليده فى رحلة روحانية حول العالم ، توضح تباين طقوس شهر رمضان من مجتمع إلى آخر, مع الاحتفاظ بعامل مشترك بين كل المسلمين في شتى البقاع وهو الجانب الروحي.
رمضان فى تركيا
تقع تركيا ما بين قارتي آسيا وأوروبا، لكنها تتبع سياسيًّا وإقليميًّا القارة الأوروبية ويتم حساب دخول الشهر الكريم فلكيًّا؛ لذا قد تختلف مواعيد بدء الشهور الهجرية في تركيا عنها في البلاد الإسلامية الأخرى
وهذا الشهر الكريم يمثل مناسبةً يلجأ الأتراك إليها من أجل الإعلان عن هويتهم الإسلامية والعمل على إظهارها . ومن أهم المظاهر الاحتفالية إنارة مآذن المساجد منذ صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، وهو ما يسميه الأتراك "المحيا"، ويوجد في تركيا أكثر من 77 ألف جامع مسجل حكوميًّا أشهرها مسجد "السلطان أحمد"؛ الأمر الذي يعني أن تركيا خلال الشهر الفضيل تظل مضاءةً طوال ليلها بنور الإيمان، وهناك مقولة تؤكد أن "الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون مسجد ولا آذان"، كما أن هناك الإقبال على صلاة التراويح؛ حيث يسعى الرجال والكثير من النساء والأطفال إلى المساجد من أجل أداء صلاة التراويح، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار؛ من أجل ترغيبهم في الحضور إليها كل يوم، وهو
سلوك يدل على رغبة المواطن التركي في غرس تعاليم الإسلام في الأجيال الناشئة.
أيضًا ينتشر العديدُ من العادات والتقاليد الشائعة في البلاد العربية في تركيا خلال شهر رمضان فنرى الإقبال على إعداد الحلويات التي تشتهر تركيا بصناعتها بجانب الإقبال على تناول المشروبات المختلفة كـ"التمر الهندي" و"الكركديه المصري"؛ مما يوضح تواصل المجتمع التركي مع المجتمعات الإسلامية الأخرى.
رمضان فى الصين
فى الصين حيث يكون صوم رمضان في المناطق ذات الكثافة العالية من المسلمين إلزاميًا منذ مراحل العمر المبكرة فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر, ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع, حتى التدخين هناك يشكل حرمة كبيرة، ويمنع ممارسته كشرب الخمر تمامًا.
رمضان في هذه الأماكن مثله مثل باقي البلاد الإسلامية حيث يستعد المسلمون لرمضان بأحسن ما يملكون، فيكون الاستعداد اقتصاديا بجمع الأموال لشراء مستلزمات العادات المتبعة في رمضان، واجتماعيًا حيث يُجمع شمل الأسرة في رمضان.
و يشكل الجو الرمضاني هنا لوحه إيمانية رائعة حيث لا تكاد تصدق أن من لا يعرفون من العربية سوى 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' ينبع منهم ذلك الجو الإيماني الرائع فالأغنياء ينفقون بسخاء من أموالهم، ويعطون فقراء المسلمين كم نرى هنا امتلاء المساجد بالموائد الرمضانية الغنية بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد وقد أحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات حتى يشارك إخوانه وحتى يستمتع بتناول الإفطار بين إخوانه المسلمين، ومن ثم يصرف المسلمون جلّ ليلهم في التراويح والتهجد والتقرب إلى الله، وكذا دروس توعيه دينيه يقوم بها الأئمة في المساجد.
رمضان فى الهند
ولرمضان في الهند نكهته الخاصة ويترقب المسلمون هناك الجمعية الإسلامية'بنيودلهي ' التي تتولى مراقبة هلال رمضان بتنسيق مع جميع فروعها المنتشرة في أنحاء الهند محددين بذلك بداية شهر رمضان الكريم
د يعتبر من البلاد متعددة الثقافات في العالم وبالتالي فالمسلمون الهنود لهم من العادات والتقاليد ما يخالف عادات وتقاليد المسلمين خارج هذه البلاد بالنظر إلى احتكاكهم بالثقافات المختلفة المتواجدة داخل هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار نسمة
يبلغ تعداد المسلمين في الهند حاليا نحو 150 مليون نسمة أي ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي تعداد السكان.
ويستعد المسلمون في الهند لاستقبال شهر رمضان المعظم من نهايات شهر شعبان الكريم حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وبدء الزيارات الأسرية بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الكريم.
وفي هذا الشهر الكريم يلتئم شمل المسلمين في بيوت الله. وتكون أوقات تناول الإفطار عند غروب الشمس مكتظة بعباد الله الصائمين حاملين معهم كل ما تيسر
لديهم من مأكولات خاصة بشهر رمضان إلى المساجد، حيث يتناولون الإفطار سويًا، وأكثر من يستفيد من هذه الظاهرة الحسنة هم الفقراء والمساكين .
بعد صلاة العشاء يبدأ مسلمو الهند في صلاة التراويح, وفي شهر رمضان يكون تسابق الأعيان في أشده في جلب الأئمة الحافظين والمتفقهين في الدين للإقامة في مساجدهم طوال الشهر.
ومن أطرف وأفضل العادات لغالب القرويين المسلمين في الهند عند قدوم رمضان أنهم يقومون بتخزين مقتنياتهم من التلفزيونات والأطباق الفضائية ويخرجونها بعد نهاية شهر رمضان.
رمضان في باكستان
تتغير معالم باكستان الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، هذا البلد الذي يشكل المسلمون أكثر من 97 % مع قدوم اليوم الأول من شهر رمضان المبارك .
فالأجواء الرمضان العامة تبدو جلية في الشارع الباكستاني من خلال الحشمة والحجاب حيث تختفي مظاهر السفور، فمن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة ليصبح غطاء الرأس هو العادة في شهر رمضان
وهناك الافطار الجماعي وهو من أبرز ما يميز السلوك الاجتماعي في هذا الشهر برامج الإفطار الجماعية والأسرية، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء ومساكن طلاب الجامعات أو المدارس الدينية المنتشرة مع كل مسجد تقريبا ومعظم تلاميذها من الطبقة الفقيرة أو برعاية أحد الأثرياء إلا أن طابع الأخيرة يختلف تماما عن طابع الأولى فمن المعتاد أن يشاهد طابور من الفقراء أمام منزل أحد الأغنياء يقدم الطعام لكل فرد في كيس صغير ويشرف على عملية الافطار حشم الثري وخدمه أما الجمعيات فتقدم الطعام في المساجد عادة حيث يفرش الطعام قبيل الأذان ليتزود منه كل من يؤم المسجد لصلاة المغرب
قارة اوروبا
رمضان فى بريطانيا العظمى
يتميز رمضان في لندن باليوم الطويل, لكن الجو كان يساعد على الصيام بسبب درجة الحرارة المنخفضة, وللمركز الإسلامي دور كبير في تجميع المسلمين في لندن من مختلف الجنسيات حيث يقيمون كل يوم إفطاراً ويأكلون جنباً إلى جنب.
وهناك كذلك الأثرياء العرب يتبرعون بتكاليف الأكل وخاصة في رمضان والأعياد حيث يصنعون الكعك ويضعونه على موائد كبيرة للإفطار الجماعي.
وتنشط فى شهر رمضان الجمعيات الإسلامية حيث تتولى الإفطار الجماعي في المساجد ثم يتبع ذلك محاضرة ثم صلاة التراويح وفي هذه الأماكن يشعر المسلمون بالجو الرمضاني حيث يفتقدونه في الشارع والأماكن العامة، كما أن للإفطار الجماعي الذي تقيمه الجمعيات الإسلامية واتحاد الطلبة المسلمين في الجامعات ويكون المجال مفتوحا فيه حتى لغير المسلمين أثر كبير في دعوة غير المسلمين حيث يبدأ الأمر بالاستغراب وينتهي بالإعجاب وفي حالات بالإسلام بعضهم,أما بالنسبة للتهجد والاعتكاف فيكاد يكون معدوماً. ويتميز هذا الشهر الكريم بروح التعاون والتكافل حيث يتم جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها. هذا إضافة إلى عدد من المناشط الدعوية من الدروس والمحاضرات ,ومع هذا يظل التقصير وارداً والحاجة إلى مضاعفة الجهد ماسة.
رمضان فى إيطاليا
يعمل المسلمين فى إيطاليا فى شهر رمضان الكريم تنميةِ مشاعرهم الدينية وممارسة العبادات الإسلامية ، حيث يحرصون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها .
وبوجه عام بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإن الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة، حيث إن إفطار الجميع في وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية التي قد تضم الأصدقاء أيضاً، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة
وتجتمع الجاليات المسلمة في المسجد الكبير في روما وتحضر النساء الأطباق الرمضانية والحلوى لتتبدى ملامح رمضان البسيطة عند تناول الإفطار, وينتشر في ساحات المسجد بائعو المأكولات والمشروبات الشرقية التي يقبل عليها الإيطاليون أيضاً.
وفي المتاجر التي تحيط بالمسجد تباع التمور والحلوى الرمضانية العربية بأنواعها والبخور, والأطعمة التقليدية والخبز العربي.
هذا الجو يضفي على رواد المسجد وأسرهم البهجة والفرحة والشعور بالحميمية بين المسلمين بصرف النظر عن الجنسية, فالمسلم يفرح بالمسلم الذي يشاركه الصوم وموعد الإفطار والسحور والصلاة وبعض التقاليد, ويحرص كثير من المسلمين على صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم وحضور الدروس والخطب التي تقام قبل المغرب وبعد صلاة العشاء.
رمضان فى النمسا
يرتقب المسلمون في النمسا كما في سائر بلاد المهاجر غير المسلمة شهر رمضان الكريم للتزود بجرعة إيمانية تساعدهم على الحياة في بلاد الغربة، ويقبل المسلمون في النمسا على المساجد بكثافة؛ وذلك من أجل أداء الصلاة وبخاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية.
ويبلغ عدد المساجد في عموم النمسا أكثر من 50 مسجدًا، وتقدم المساجد البرامج الدينية المختلفة، فهناك مَن يعتمد على الدعاة المقيمين في البلاد، وهناك من يستقدم الدعاة من البلاد الأخرى مثل الدعاة الأزهريين من مصر.
وتتعدد المراكز الإسلامية في النمسا، فهناك "المركز الإسلامي في فيينا" و"اتحاد الطلاب المسلمين"، كما أن هناك المراكز الإسلامية المختلفة التي أنشأتها الجالية التركية
رمضان فى السويد
على الرغم من حداثة عهد المسلمين بها مقارنة ببعض الدول الغربية التي هاجر إليها العرب والمسلمون قبل مئة سنة, فإن الإسلام أصبح في المرتبة الثانية في السويد بعد المسيحية, وتقر القوانين السويدية بأحقية المسلمين في أداء مناسكهم وشعائرهم.
و تعلن الجمعيات الإسلامية عن رمضان وتبادر أيضاً بتوزيع مواقيت الإمساك والإفطار, وتعلن عن فتح المساجد لأداء صلاة التراويح والأداء الجماعي للأدعية والأذكار, وتقوم وسائل الإعلام السويدية بنقل صلاة عيد الفطر عند انقضاء شهر رمضان.
و تتفنن المطاعم والمحلات العربية والفارسية والتركية وغيرها في بيع ما تعود عليه المسلمون في بلادهم من مواد غذائية وحلويات وكل ماله صلة بالعادات في شهر رمضان.
ويفد المسلمون إلى مسجد ستوكهولم المركزي وبقية المساجد الإسلامية المنتشرة في السويد كمسجد أوبسالا ومسجد مالمو ومسجد غوتنبورغ, ويسبق صلاة التراويح عادة تقديم موعظة عن فضل شهر الصيام أو شرح آية من آيات القرآن الكريم أو نصيحة للمسلمين فى أنسب الطرق لتربية أبنائهم وبناتهم, ومن ثم الانطلاق إلى صلاة التراويح, ويتم فى بعض المساجد قراءة القرآن بشكل جماعي ومن ثم تلاوة الأدعية الخاصة بشهر رمضان الكريم.
رمضان فى هولندا
بلد المليون مسلم سمة مميزة يعتز بها مسلمو هولندا, إلى جانب مكانتهم المتقدمة بين أقرانهم في غرب أوروبا من حيث كثافة التواجد الإسلامي عبر شبكة تبدأ من المنظمات والمراكز والمساجد والمدارس وجامعة إسلامية وتنتهي بالأسواق الخيرية, والطائفة المسلمة هي الأكبر والأكثر انتشاراً وارتباطاً بالتعاليم الدينية من جميع الطوائف الأخرى مجتمعة.
وبالنسبة للعادات والتقاليد الإسلامية وخاصة المرتبطة بشهر رمضان المعظم فقد تم قبولها رسميا وأصبحت من الأمور المعتادة مثل إقامة الصلوات وصيام شهر رمضان وذبح الاضاحى .ويجد المسلمون في هولندا تفهما واحتراما من المجالس الرسمية المحلية للمدن التي تسمح لهم بالأذان للصلاة باستعمال المكبرات الصوتية وذلك لمرة واحدة في الأسبوع.
رمضان في أمريكا
الولايات المتحدة.. تلك الدولة تُعتبر واحدةً من أكثر الدول في العالم من حيث التعددية العرقية واللغوية والثقافية؛ لذا لا يشعر المسلمون والعرب في المجتمع الأمريكي- أو كانوا لا يشعرون- بأنهم أقلية؛ لأنهم ببساطة عبارة عن مجموعة عرقية أو ثقافية تعيش ضمن مجموعات أخرى زادت في العدد أو قلت.
احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي- سواء من يحلمون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين.
ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بدعوة المسلمين إلى "البيت الأبيض" في أول الشهر الفضيل كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة.
وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا.
قد لا يعلم البعض إن ساعات الصيام قد تختلف من بلد إلى آخر تبعاً لطول ساعات النهار أو قصرها.. ففي الولايات المتحدة تصل ساعات الصيام اليومي إلى حوالي (15) ساعة، وتتغير هذه الفترة كل عام- فعلى سبيل المثل هذا العام تبلغ ساعات الصيام حوالي (14) ساعة- أي للفترة من وقت الإمساك إلى وقت الإفطار تقريباً.. ولكن رغم امتداد وقت ساعات الصيام تجد أن المسلمين لديهم عزيمة، ومتمسكون بالصيام، بل ويستمتعون بالصيام جداً.
خلال شهر رمضان لم تعد شوارع أمريكا، ومعالمها الحضارية،وحدائقها، وملاهيها بنفس الجاذبية عند الجاليات الإسلامية، وهم يفضلون التزاور فى البيوت أو الالتقاء في المساجد التي تقيم فعاليات مختلفة في المناسبة، كما أن المغتربين يجدون متعة في التواصل مع أسرهم في الوطن عبر الهواتف وتبادل الأحاديث معهم، وتفقد احتياجاتهم- ويعدون ذلك واجباً عليهم في وصل الأرحام ، وإدخال السرور على نفوسهم.
رمضان فى كنـدا
في شهر رمضان المبارك تكتظ المساجد بالمصلين والمصليات، في وقت تصبح فيه مواسم العبادة مصدر من مصادر الالتحام والوحدة الاجتماعية بين المسلمين هناك.
بالرغم أن المسلمين المقيمين في كندا يشكلون نسبة قليلة لا تبلغ المليون نسمة من مجموع السكان البالغ عددهم قرابة الثلاثين مليون نسمة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الجالية الإسلامية في كندا تترقب بشوق ولهفة مجيء شهر رمضان المبارك - شهر الخير - حيث تعم الفرحة جميع المسلمين هناك لدى سماعهم خبر ثبوت الشهر الكريم، فيهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بقدوم شهر رمضان، ويتبادلون مشاعر الأخوة والمحبة فيما بينهم، معبرين عن ذلك بقول بعضهم لبعض كل عام وأنتم بخير .
وليس من المعتاد عند المسلمين في تلك الديار الخروج لرصد هلال رمضان، إذ هم في العادة يكتفون بخبر وسائل الإعلام، وبمجرد أن يثبت خبر دخول الشهر الكريم حتى يسارع الجميع للمباركة والتهنئة، باللقاء أو الاتصال أو بما تيسر لديهم من وسائل ينقلون من خلالها فرحتهم. ويعبرون عن بهجتهم وسرورهم بقدوم الضيف المبارك شهر الخير والعمل .
ولا تُلاحظ تغيرات ذات شأن ووزن تطرأ على حياة المسلمين في كندا مع دخول الشهر الفضيل، إذ تبقى الحياة سائرة حسب وتيرتها المعتادة، ووفق نظامها المألوف، وهذا أمر طبيعي؛ إذ لا يشكل المسلمون هناك نسبة تسمح لهم بسيادة عاداتهم وممارسة شعائرهم الإسلامية التي عهدوها في بلادهم الأم .
ومع ذلك، فلا نعدم أن نجد بعض المسلمين في كندا يحافظون على التمسك بالهدي النبوي ما وسعهم الأمر في ذلك؛ فأحيانًا نجدهم يحرصون على الحفاظ على سنة تناول طعام السحور، وهم غالبًا يفطرون على التمر والحليب، أو التمر والماء، أو ما تيسر لهم من مشروبات .
الإفطار الجماعي في المساجد خلال هذا الشهر الكريم من العادات المميزة بكندا حيث تجتمع الجاليات الإسلامية من جنسيات مختلفة على مائدة واحدة، يتناولون طعام الإفطار سوية، ثم يؤدون صلاة التراويح جماعة. ومن أشهر المساجد التي يؤمها المسلمون في كندا مسجد ( السنة النبوية ) في مدينة ( مونتريال ) العاصمة، حيث يرتاد المسلمون في تلك المدينة وضواحيها هذا المسجد خلال هذا الشهر الكريم بشكل ملفت للانتباه .
وتشهد أغلب النساء صلاة التراويح في المساجد، ولا يتخلف منهن إلا من كانت صاحبة عذر، أو ضلت سواء السبيل في غمرة تلك الحياة الفاتنة .
رمضان في البرازيل
شهر رمضان في البرازيل له مذاق خاص ويعتبر عند مسلمي البرازيل واحد من المناسبات عظيمة القيمة لدى المسلمين حيث ينتظرونه من أجل تجديد ذكرياتهم الدينية شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية.
ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة وتعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين، وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه خارج الشهر الفضيل، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر؛ وذلك تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.
ومن عادات المسلمين قبل الإفطار أن يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في البرازيل؛ حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.
وبعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الفطور في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ صلاة التراويح؛ باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان، ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل؛ حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل مكتب "هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية" و"مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائهم؛ حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.
شيء منذ رؤية هلال شهر رمضان المبارك إلى لحظات تحري هلال العيد..ويرتبط الشهر الكريم بعادات اجتماعية وممارسات
مختلفة تمنحه المزيد من التميّز.
يرتبط شهر الصيام بامور يجب الإعداد لها مسبقاً مثل شراء الاطعمة الخاصة والمشاريب الرمضانية"قمر الدين- التمر هندي"
الإفطار في رمضان يكون على التمر والعصيرات او القهوة،ثم بعد صلاة المغرب تمتد مائدة الإفطار والتي لا يمكن ان تخلو من الشوربة
والسمبوسة والفول....وغيرها من الاطباق مثل الطعمية والبيض والمطبق .....اما الحلويات فسيدة المائدة الرمضانية هي لقطائف
تليها الكنافة ،المطبق الحلو المعصوب
أما بعد الإفطار فعادةً يتجه الجميع رجالاً ونساءً لصلاة العشاء والتراويح في المسجد بعد أن كان الرجال وحدهم يخرجون لها والقليل
من النساء كانوا يؤدونها في منازلهم...أما اليوم فهناك مسجد بجانب كل بيت.....وهناك قسم نسائي بداخل كل مسجد...انها فرصة
رائعة لاداء الصلاة بشكل جماعي وشيء يثلج الصدر فالنساء كباراً وصغاراً يتهافتون على المساجد لأداء الصلاة
و يحرص الناس في المملكة العربية السعودية علي تلاوة القرآن الكريم وأداء الصلوات في أوقاتها ففي الحرم المكي الشريف لا تبقي زاوية
إلا ونجد فيها قاريء للقرآن الكريم.. ويجتمع الناس حول الكعبة قبل أذان المغرب لتناول طعام الافطار وتقديمه لضيوف الرحمن ثم يقومون
بأداء الصلاة. وفي المسجد النبوي يشتد الازدحام عند الافطار حيث يحمل معظم الصائمين بعضا من التمر وهو عنصر أساسي علي مائدة
الافطار السعودية والبعض الآخر يحمل طعامه كاملا. كما أننا نجد الكثير من أهل الخير وسكان المدينة يقدمون طعام الافطار لزوار الحرم المدني
ومساجد المدينة المنورة علي نفقتهم الخاصة. وفي المملكة لا يعرف المسحراتي الذي تعرفه كثير من البلاد العربية فيعتمد الكثير من الناس
علي الأذان والمدفع في معرفة حلول وقت الافطار أو موعد بدء الصيام. وأضفي السعوديون صبغة حديثة علي عاداتهم في رمضان حيث تبادلوا
أكثر من 18 مليون رسالة قصيرة عبر الهواتف المحمولة للتهنئة بشهر الصوم.
ويعتبر المغش من الأكلات الشعبية وذلك لتميزه بنكهة شعبية مميزة.ويعد المغش من الأواني الحجرية القديمة التي كانت تستخدم قديما بمنطقة
جازان لطهي اللحم.. وهو عبارة عن اناء حجري يشبه الى حد كبير "الطربوش" ينحت من نوع من أنواع صخور "السلف" التي تحتفظ
بالحرارة.. كما تصنع منها أنواع أخرى من الأواني المنزلية للبيت الجازاني القديم. وتستخدم هذه "المغاش" جمع مغش لطهي اللحم وذلك
بوضعه في التنور بعد أن توضع قطع اللحم والشحم بأحجام متوسطة يوضع معها الخضار ويضاف اليها قليل من الماء بالاضافة الى البهارات والكركم
وهو ما يعرف في المنطقة ب "الهرد" والثوم والملح.. ثم يوضع في التنور ويعرف محليا ب "الميفا" لمدة تتراوح بين ساعة ونصف الى ساعتين بعد
ذلك يكون جاهزا لاحتساء مرقه وأكل لحمه الذي طهي بحرارة الفحم بالتنوره مع بقائه حارا لفترة طويلة كون اناؤه حجرياً يحتفظ بالحرارة
رمضان والمصريين
تتعدد مظاهر استقبال المصريين لشهر رمضان حيث اختلفت قليلا التقاليد لدى المصريين زمان ولكنها احتفظت بمظاهرها
مثل اضائة انوار المساجد وفوانيس رمضان.ومن عادات المصريين أيضا الحرص على شراء الياميش والمكسرات والبلح وغير
ذلك من المستلزمات الرمضانية. ويعتبر فانوس رمضانبمثابة إعلان شعبي بقدوم الشهر الفضيل فتزدان به شرفات البيوت
والشوارع والميادين والأحياء الشعبية، كما يعد الفانوس من أهم ألعاب الأطفال المحببة في هذا الشهر، وخاصة بعد تطويره
من حيث الشكل وتزويده بأضواء جذابة وأغنيات دينية يحبها الأطفال مثل الأغنيتين الشهيرتين وحوي يا وحوي و حالوا يا حالوا .
الا ان الكبار ما زالوا يفضلون الفانوس التقليدي القديم الذي ما زال سعره يفوق سعر الجديد وهو ما يزينون به المنازل سواء
داخلها او خارجه وشهر رمضان هو الشهر التاسع فى تقويم الهجرى الإسلامى. وفيه يتحوّل الشارع المصري مع ثبوت رؤية
الهلال إلى احتفالية جميلة، فتنشط حركة الناس في الأسواق و يقوموا بشراء حاجات رمضان المتعارف عليها وتتزين الشوارع
بالاعلام والفوانيس الملونة . ويزداد رمضان جمالا بما يحمله عند الكبار والصغار من عادات وتقاليد متوارثة واشهرها منظر الأطفال
حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : رمضان.....حلّو يا حلّو
ويتزامن رمضان وشعائره من جلجلة صوت قارئي القرآن المعروفين الشيخ محمد رفعت والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ
محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد واحاديث الشيخ محمد متولي الشعراوي في كل مكان في مصر للحفاظ
على روحانية هذا الشهر الكريم
رمضان فى افريقيا
يواصل المسلمون فى شتى أنحاء العالم الاحتفال بشهر رمضان المبارك الذى له مذاق خاص لدى
الشعوب الأفريقية المسلمة التى لها طقوس وتقاليد وعادات تميزها عن باقى شعوب العالم.
رمضان في المغرب
طقوس دينية خاصة وعادات ضاربة في عمق التاريخ وإحدى أجمل صور هذا الاحتفاء بالشهر الكريم تبقى في إقبال أهل المغرب على
الاعتناء بالمساجد تنظيفا وتطييبا وتجديدا لمفروشاتها وطلائها.. وكأن رمضان ضيف سينزل كريما على المغاربة.
ويرتدي الجميع الملابس القومية 'الجلابية' ذات البرنس ويطلق عليها القميص أو القفطان أو التكشيطة .وفقا للمستوي الاجتماعي وتعمم
الطرابيش الحمراء علي رؤوس الشباب..
وبمجرّد أن يتأكّد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب بالتهنئات قائلين : ( عواشر مبروكة )
ثم إنك ترى الناس يتبادلون الأدعية والمباركات والتهاني فيما بينهم سرورًا بحلول الضيف الكريم الذي يغير حياة كثير من الناس تغييرًا كليًا .
ومائدة الإفطار المغربية تضم بشكل أساسي شربة 'الحريرة' وتحوي العدس والحمص والكزبرة والبقدونس واللحم أو الدجاج حسب الظروف
وتخلط بالدقيق وتغلي ثم البيض المسلوق ونوع من الحلوي يسمي حلوي 'السلو' وهو عبارة عن خليط من دقيق محمر ولوز سمسم وعين
الجمل والعسل.. وبعد الإفطار يخرج الجميع إلي حلقات سواء كانت دينية بالمساجد أو فكاهية بالمقاهي
أو ممارسة الألعاب مثل لعبة 'الفروسية'
ويستوقفنا التواجد الرمضاني الكثيف داخل المساجد ، حيث تمتليء المساجد بالمصلين لا سيما صلاة التراويح وصلاة الجمعة ، إلى حدٍّ تكتظ الشوارع القريبة من المساجد بصفوف المصلين ، مما يشعرك
بالارتباط الوثيق بين هذا الشعب وبين دينه وتمسّكه بقيمه ومبادئه . تقام خلال أيام الشهر الكريم دروس دينية بحضور كوكبة من العلماء والدعاة ، وتلقى هذه الدروس اهتماما من الأفراد ، لما يلمسونه من
أهمية هذه الدروس ومدى ارتباطها بواقعهم وإجابتها عن أسئلتهم ، وتقوم وزارة الأوقاف بطباعة هذه الدروس وتوزيعها إتماما للفائدة .
ليالي رمضان عند المغاربة تتحول إلى نهار؛ فبعد أداء صلاة العشاء ومن ثمَّ أداء صلاة التراويح ،
يسارع الناس إلى الاجتماع والالتقاء لتبادل أطراف الحديث . وهنا يبرز " الشاي المغربي " كأهم عنصر
من العناصر التقليدية المتوارثة ، ويحكي المهتمون من أهل التاريخ عن عمق هذه العادة وأصالتها في
هذا الشعب الكريم ، وظلت هذه العادة تتناقل عبر الأجيال .
المدن المغربية تنتهز فرصة ليالى رمضان لتقيم الحفلات والسهرات العمومية في الشوارع والحارات ، ويستمر هذا السهر طويلا حتى وقت السحر .
وشخصية ( الطبّال ) أو المسحراتي لا تزال ذات حضور وقبول .وبعد صلاة الفجر يبقى بعض الناس في المساجد بقراءة القرآن وتلاوة الأذكار الصباحية .
وفيما يتعلّق بالإفطار المغاربي فإن الحريرة يأتي في المقدمة . بل إنها صارت علامة على رمضان ، ولذلك فإنهم يعدونها الأكلة الرئيسة على مائدة الإفطار ، وهي عبارة عن مزيج لعدد من الخضار والتوابل تُقدّم
في آنية تقليدية تسمّى الزلايف ويُضاف إلى ذلك الزلابية والتمر والحليب والبيض ، مع تناول الدجاج مع الزبيب .وللحلوى الرمضانية حضورٌ مهم في المائدة المغربية ، فهناك الشباكية والبغرير والسفوف والكيكس والملوزة والكعب ، والكيك بالفلو وحلوى التمر ، وبطيعةالحال فإن تواجد هذه الحلوى يختلف من أسرة إلى أخرى بحسب مستواها المعيشي
رمضان فى الجزائر
يعد شهر رمضان لدي الجزائريين من اهم الشعائر الدينيه ويولونه مكانه خاصه بين باقي الشعائر الاسلاميه الاخري. ولم يعد شهر الصيام لدي الجزائريين الركن الرابع في أركانالاسلام فحسب، بل اصبح جزءا من الثقافه والموروث الاجتماعي لديهم.
وتبدا النسوه في الاعداد لرمضان شهرا من قبل، حيث تغسلن جدران البيت كله، وتخرجن الاواني الجديده، كما تحضرن التوابل المخصصه للطبخ. كما يكثر تهافت الجزائريين علي اقتناء الماكولات. ومعروف عن الجزائريين شغفهم بتحضير مائده افطار متميزه في شهر رمضان، ويخصصون لها ميزانيه ماليه معتبره. وعاده ما تتكون مائده رمضان من طبق الحساء "الشربه" ويعرف في الشرق الجزائري ب "الحريره"، ولاياكل هذا الطبق الا ب "البوراك" وهي لفائف من العجين الرقيق الجاف تحشي بطحين البطاطا واللحم المفروم، وهناك من يتفنن في طهيها باضافه الدجاج او سمك "الجمبري"، والزيتون.
كما لا تخلو مائده افطار جزائريه من طبق "اللحم الحلو" وهو طبق من "البرقوق" او "المشمش" المجفف يضاف اليه الزبيب واللوز ويضيف له البعض التفاح ويطبخ مع اللحم وقليلا من السكر. وهناك حلويات لا يجب ان تغيب عن مائده رمضان مثل "قلب اللوز" (دقيق ممزوج بطحين اللوز) و"الزلابيه".
والجزائريون يحتفلون باول صيام لاطفالهم احتفالا مميزا، يكرمونهم ايما تكريم في اول صيام لهم ويرافقونهم طيله يوم صيامهم. وعاده ما يبدا الاطفال في الجزائر التدرب علي الصيام وهم في السنه الاولي من دراستهم، وفي بعض الاحيان قبل ذلك. ويقرب الآباء اطفالهم في اول صيام لهم، ويجلسونهم الي جانبهم علي مائده الكبار، اذ عاده ما يجلس الاطفال الصغار غير الصائمين في مائده اخري غير مائده الصيام.
ويحتفل باول صيام للطفل، فيطبخ له "الخفاف" وهو نوع من فطائر العجين المقلي في الزيت، او "المسمن" هو ايضا فطائر عجين مرقق يطبخ في قليل من الزيت. وعاده ما تطبخ هذه الفطائر عند اول حلاقه للطفل الذكر، او ظهور الاسنان الاولي له، وعند اول دخول للمدرسه. كما يصنع للطفل الصائم لاول مره مشروب حلو يدعي "الشربات" وهو مزيج من الماء والسكر وماء الزهر يضاف اليه عند البعض عصير الليمون. وتعتقد الامهات ان هذا المشروب الحلو يجعل صيام الطفل حلوا ويحبب له الصيام كي يصوم مره اخري.
ومن العادات الجديده لدي الجزائريين في رمضان هو دعوه أهل الفتاه لخطيبها واهله في هذا اليوم للافطار معا، وهي فرصه للتقريب بين العائلتين قبل الزواج، ويقدم فيها الرجل لخطيبته هديه تدعي "المهيبه" (تحوير لكلمه هبه) عاده ما تكون خاتما او اساور من ذهب، او قطعه قماش رفيع. ومن احب الاوقات في رمضان لدي الجزائريين هو ما بعد الافطار، او ما شاع عن الجزائريين باسم "السهره"، حيث يخرج الرجال الي صلاه التراويح، ثم الالتقاء في المقاهي للسمر.
رمضان فى تونس
للأجواء الرمضانية في تونس طعمٌ خاص، فهي تجمع بين الترفيه والمتعة والعبادة، ولكل طالب ما يريد.
حظى شهر الصيام لدى مختلف فئات الشعب التونسي بقداسة خاصة، إذ تستعد الأسر التونسية لاستقباله بشكل احتفالي، بتجديد مستلزمات المطبخ، وتهيئة المنزل لسهرات تعاد كل عام،
ولكنها لا تنسى.ففي تونس ترتفع الزينات لقدوم رمضان، وتقام الحفلات او السلامية باللهجة التونسية
التي تحتفي في رمضان بالأذكار الدينية .
وتتفنن السيدات في صنع المسقوف وهو عبارة عن الكسكسي بالسكر وحب الرمان. طوال شهر
رمضان تكون هناك اجتماعات لأفراد العائلة التي تقام بالتناوب ويقومون بتجهيز مالذ وطاب من الطعام
مثل عين سبنيورية وهى أكلة تونسية خفيفة وسلطة الخضار المشوية والكسكسي التونسي .
والعادات الدينية الشهيرة بتونس الخضراء الاجتماع بعد صلاة التراويح حيث يبدؤون بتكوين الحلقات لحفظ القران والإنصات لتفسيره مع تلقي دروس أخرى
كما يحيون مهرجانات رمضانية في المخيمات ....ومازال أبو طبيلة او ذلك المسحراتي موجودا حتى الآن يقوم بمناداة الناس وقت السحر..
رمضان فى ليبيا
هنا في ليبيا يتجمع الأبناء والأحفاد في بيت الجد وتتوالي هذه التجمعات في بيت أحد الأقارب بل علي مستوي الجيران والأصدقاءكثر الموائد الرمضانية ويتبادلون الأكلات، وبعد تناول الإفطار الذي غالبا ما يتمثل في 'عجينة اليوريك أشهر الأكلات خلال رمضان.. التي تستعمل في أكلات مختلفة يمكن حشوها
باللحم او الجبن أو البيض أو التونة وهو طبق أساسي علي مائدة الإفطار في كل البيوت..ويكثر بين التمر واللبن الرايب مع العصائر مثل قمر الدين..كذلك من الأكلات الرمضانية الكسكسي بلحم الخروف والبازين
مع لحم القاعون 'الجمل الصغيرثم يتناولون بعد الأفطار المشروبات والحلويات كالكنافة والحلوى
قارة اسيا
يؤثر قدوم شهر رمضان على مسلمي دول قارة آسيا. ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر
رمضان ترسم ملامحه ريشة الصيام لتكون صورة واضحة لأيام رمضان ولياليه.. ومهما كانت الألوان وتداخلها نجد ابتسامة الصائمين هي ملء الصورة وسر ألوانها وفى خلفياتها نجد حياة المسلمين في كل مكان..
وحول رمضان نقدم صورة تترجم جمال استقبال الشعوب لهذا الشهر بعاداته وتقاليده فى رحلة روحانية حول العالم ، توضح تباين طقوس شهر رمضان من مجتمع إلى آخر, مع الاحتفاظ بعامل مشترك بين كل المسلمين في شتى البقاع وهو الجانب الروحي.
رمضان فى تركيا
تقع تركيا ما بين قارتي آسيا وأوروبا، لكنها تتبع سياسيًّا وإقليميًّا القارة الأوروبية ويتم حساب دخول الشهر الكريم فلكيًّا؛ لذا قد تختلف مواعيد بدء الشهور الهجرية في تركيا عنها في البلاد الإسلامية الأخرى
وهذا الشهر الكريم يمثل مناسبةً يلجأ الأتراك إليها من أجل الإعلان عن هويتهم الإسلامية والعمل على إظهارها . ومن أهم المظاهر الاحتفالية إنارة مآذن المساجد منذ صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، وهو ما يسميه الأتراك "المحيا"، ويوجد في تركيا أكثر من 77 ألف جامع مسجل حكوميًّا أشهرها مسجد "السلطان أحمد"؛ الأمر الذي يعني أن تركيا خلال الشهر الفضيل تظل مضاءةً طوال ليلها بنور الإيمان، وهناك مقولة تؤكد أن "الشعب التركي لا يمكن أن يعيش دون مسجد ولا آذان"، كما أن هناك الإقبال على صلاة التراويح؛ حيث يسعى الرجال والكثير من النساء والأطفال إلى المساجد من أجل أداء صلاة التراويح، وبعد انتهاء الصلاة يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار؛ من أجل ترغيبهم في الحضور إليها كل يوم، وهو
سلوك يدل على رغبة المواطن التركي في غرس تعاليم الإسلام في الأجيال الناشئة.
أيضًا ينتشر العديدُ من العادات والتقاليد الشائعة في البلاد العربية في تركيا خلال شهر رمضان فنرى الإقبال على إعداد الحلويات التي تشتهر تركيا بصناعتها بجانب الإقبال على تناول المشروبات المختلفة كـ"التمر الهندي" و"الكركديه المصري"؛ مما يوضح تواصل المجتمع التركي مع المجتمعات الإسلامية الأخرى.
رمضان فى الصين
فى الصين حيث يكون صوم رمضان في المناطق ذات الكثافة العالية من المسلمين إلزاميًا منذ مراحل العمر المبكرة فيلزمون الإناث بأداء الصيام في التاسعة من العمر, ويلزمون الذكور في سن الثانية عشرة، ومن خرج عن هذه القاعدة دون عذر واضح قوبل بالطرد والنفي من المجتمع, حتى التدخين هناك يشكل حرمة كبيرة، ويمنع ممارسته كشرب الخمر تمامًا.
رمضان في هذه الأماكن مثله مثل باقي البلاد الإسلامية حيث يستعد المسلمون لرمضان بأحسن ما يملكون، فيكون الاستعداد اقتصاديا بجمع الأموال لشراء مستلزمات العادات المتبعة في رمضان، واجتماعيًا حيث يُجمع شمل الأسرة في رمضان.
و يشكل الجو الرمضاني هنا لوحه إيمانية رائعة حيث لا تكاد تصدق أن من لا يعرفون من العربية سوى 'لا إله إلا الله محمد رسول الله' ينبع منهم ذلك الجو الإيماني الرائع فالأغنياء ينفقون بسخاء من أموالهم، ويعطون فقراء المسلمين كم نرى هنا امتلاء المساجد بالموائد الرمضانية الغنية بشتى أنواع المأكولات، وكل مسلم يأتي إلى المسجد وقد أحضر من بيته ما يستطيع حمله من المأكولات والمشروبات حتى يشارك إخوانه وحتى يستمتع بتناول الإفطار بين إخوانه المسلمين، ومن ثم يصرف المسلمون جلّ ليلهم في التراويح والتهجد والتقرب إلى الله، وكذا دروس توعيه دينيه يقوم بها الأئمة في المساجد.
رمضان فى الهند
ولرمضان في الهند نكهته الخاصة ويترقب المسلمون هناك الجمعية الإسلامية'بنيودلهي ' التي تتولى مراقبة هلال رمضان بتنسيق مع جميع فروعها المنتشرة في أنحاء الهند محددين بذلك بداية شهر رمضان الكريم
د يعتبر من البلاد متعددة الثقافات في العالم وبالتالي فالمسلمون الهنود لهم من العادات والتقاليد ما يخالف عادات وتقاليد المسلمين خارج هذه البلاد بالنظر إلى احتكاكهم بالثقافات المختلفة المتواجدة داخل هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار نسمة
يبلغ تعداد المسلمين في الهند حاليا نحو 150 مليون نسمة أي ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي تعداد السكان.
ويستعد المسلمون في الهند لاستقبال شهر رمضان المعظم من نهايات شهر شعبان الكريم حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وبدء الزيارات الأسرية بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الكريم.
وفي هذا الشهر الكريم يلتئم شمل المسلمين في بيوت الله. وتكون أوقات تناول الإفطار عند غروب الشمس مكتظة بعباد الله الصائمين حاملين معهم كل ما تيسر
لديهم من مأكولات خاصة بشهر رمضان إلى المساجد، حيث يتناولون الإفطار سويًا، وأكثر من يستفيد من هذه الظاهرة الحسنة هم الفقراء والمساكين .
بعد صلاة العشاء يبدأ مسلمو الهند في صلاة التراويح, وفي شهر رمضان يكون تسابق الأعيان في أشده في جلب الأئمة الحافظين والمتفقهين في الدين للإقامة في مساجدهم طوال الشهر.
ومن أطرف وأفضل العادات لغالب القرويين المسلمين في الهند عند قدوم رمضان أنهم يقومون بتخزين مقتنياتهم من التلفزيونات والأطباق الفضائية ويخرجونها بعد نهاية شهر رمضان.
رمضان في باكستان
تتغير معالم باكستان الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، هذا البلد الذي يشكل المسلمون أكثر من 97 % مع قدوم اليوم الأول من شهر رمضان المبارك .
فالأجواء الرمضان العامة تبدو جلية في الشارع الباكستاني من خلال الحشمة والحجاب حيث تختفي مظاهر السفور، فمن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة ليصبح غطاء الرأس هو العادة في شهر رمضان
وهناك الافطار الجماعي وهو من أبرز ما يميز السلوك الاجتماعي في هذا الشهر برامج الإفطار الجماعية والأسرية، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء ومساكن طلاب الجامعات أو المدارس الدينية المنتشرة مع كل مسجد تقريبا ومعظم تلاميذها من الطبقة الفقيرة أو برعاية أحد الأثرياء إلا أن طابع الأخيرة يختلف تماما عن طابع الأولى فمن المعتاد أن يشاهد طابور من الفقراء أمام منزل أحد الأغنياء يقدم الطعام لكل فرد في كيس صغير ويشرف على عملية الافطار حشم الثري وخدمه أما الجمعيات فتقدم الطعام في المساجد عادة حيث يفرش الطعام قبيل الأذان ليتزود منه كل من يؤم المسجد لصلاة المغرب
قارة اوروبا
رمضان فى بريطانيا العظمى
يتميز رمضان في لندن باليوم الطويل, لكن الجو كان يساعد على الصيام بسبب درجة الحرارة المنخفضة, وللمركز الإسلامي دور كبير في تجميع المسلمين في لندن من مختلف الجنسيات حيث يقيمون كل يوم إفطاراً ويأكلون جنباً إلى جنب.
وهناك كذلك الأثرياء العرب يتبرعون بتكاليف الأكل وخاصة في رمضان والأعياد حيث يصنعون الكعك ويضعونه على موائد كبيرة للإفطار الجماعي.
وتنشط فى شهر رمضان الجمعيات الإسلامية حيث تتولى الإفطار الجماعي في المساجد ثم يتبع ذلك محاضرة ثم صلاة التراويح وفي هذه الأماكن يشعر المسلمون بالجو الرمضاني حيث يفتقدونه في الشارع والأماكن العامة، كما أن للإفطار الجماعي الذي تقيمه الجمعيات الإسلامية واتحاد الطلبة المسلمين في الجامعات ويكون المجال مفتوحا فيه حتى لغير المسلمين أثر كبير في دعوة غير المسلمين حيث يبدأ الأمر بالاستغراب وينتهي بالإعجاب وفي حالات بالإسلام بعضهم,أما بالنسبة للتهجد والاعتكاف فيكاد يكون معدوماً. ويتميز هذا الشهر الكريم بروح التعاون والتكافل حيث يتم جمع الصدقات وتوزيعها على مستحقيها. هذا إضافة إلى عدد من المناشط الدعوية من الدروس والمحاضرات ,ومع هذا يظل التقصير وارداً والحاجة إلى مضاعفة الجهد ماسة.
رمضان فى إيطاليا
يعمل المسلمين فى إيطاليا فى شهر رمضان الكريم تنميةِ مشاعرهم الدينية وممارسة العبادات الإسلامية ، حيث يحرصون على تناولِ الأطعمةِ التي تعدها الأسر في البلاد المسلمة، إلى جانب الحلويات الشرقية التي تشتهر المطابخ الإسلامية وخاصةً العربية منها .
وبوجه عام بالنسبة للمسلم الإيطالي أو المسلم المقيم في هذا البلد فإن الشهر الكريم يعتبر مناسبةً عظيمةً لتقويةِ الروابط بين المسلمين عامة في هذا البلاد وبين أبناء الأسرة الواحدة، حيث إن إفطار الجميع في وقتٍ واحد يتيح إقامة موائد الإفطار العائلية التي قد تضم الأصدقاء أيضاً، وهذه الخاصية تنتشر في المجتمع الإيطالي المعروف أصلاً بقوة الروابط بين أفراد العائلة الواحدة
وتجتمع الجاليات المسلمة في المسجد الكبير في روما وتحضر النساء الأطباق الرمضانية والحلوى لتتبدى ملامح رمضان البسيطة عند تناول الإفطار, وينتشر في ساحات المسجد بائعو المأكولات والمشروبات الشرقية التي يقبل عليها الإيطاليون أيضاً.
وفي المتاجر التي تحيط بالمسجد تباع التمور والحلوى الرمضانية العربية بأنواعها والبخور, والأطعمة التقليدية والخبز العربي.
هذا الجو يضفي على رواد المسجد وأسرهم البهجة والفرحة والشعور بالحميمية بين المسلمين بصرف النظر عن الجنسية, فالمسلم يفرح بالمسلم الذي يشاركه الصوم وموعد الإفطار والسحور والصلاة وبعض التقاليد, ويحرص كثير من المسلمين على صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم وحضور الدروس والخطب التي تقام قبل المغرب وبعد صلاة العشاء.
رمضان فى النمسا
يرتقب المسلمون في النمسا كما في سائر بلاد المهاجر غير المسلمة شهر رمضان الكريم للتزود بجرعة إيمانية تساعدهم على الحياة في بلاد الغربة، ويقبل المسلمون في النمسا على المساجد بكثافة؛ وذلك من أجل أداء الصلاة وبخاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية.
ويبلغ عدد المساجد في عموم النمسا أكثر من 50 مسجدًا، وتقدم المساجد البرامج الدينية المختلفة، فهناك مَن يعتمد على الدعاة المقيمين في البلاد، وهناك من يستقدم الدعاة من البلاد الأخرى مثل الدعاة الأزهريين من مصر.
وتتعدد المراكز الإسلامية في النمسا، فهناك "المركز الإسلامي في فيينا" و"اتحاد الطلاب المسلمين"، كما أن هناك المراكز الإسلامية المختلفة التي أنشأتها الجالية التركية
رمضان فى السويد
على الرغم من حداثة عهد المسلمين بها مقارنة ببعض الدول الغربية التي هاجر إليها العرب والمسلمون قبل مئة سنة, فإن الإسلام أصبح في المرتبة الثانية في السويد بعد المسيحية, وتقر القوانين السويدية بأحقية المسلمين في أداء مناسكهم وشعائرهم.
و تعلن الجمعيات الإسلامية عن رمضان وتبادر أيضاً بتوزيع مواقيت الإمساك والإفطار, وتعلن عن فتح المساجد لأداء صلاة التراويح والأداء الجماعي للأدعية والأذكار, وتقوم وسائل الإعلام السويدية بنقل صلاة عيد الفطر عند انقضاء شهر رمضان.
و تتفنن المطاعم والمحلات العربية والفارسية والتركية وغيرها في بيع ما تعود عليه المسلمون في بلادهم من مواد غذائية وحلويات وكل ماله صلة بالعادات في شهر رمضان.
ويفد المسلمون إلى مسجد ستوكهولم المركزي وبقية المساجد الإسلامية المنتشرة في السويد كمسجد أوبسالا ومسجد مالمو ومسجد غوتنبورغ, ويسبق صلاة التراويح عادة تقديم موعظة عن فضل شهر الصيام أو شرح آية من آيات القرآن الكريم أو نصيحة للمسلمين فى أنسب الطرق لتربية أبنائهم وبناتهم, ومن ثم الانطلاق إلى صلاة التراويح, ويتم فى بعض المساجد قراءة القرآن بشكل جماعي ومن ثم تلاوة الأدعية الخاصة بشهر رمضان الكريم.
رمضان فى هولندا
بلد المليون مسلم سمة مميزة يعتز بها مسلمو هولندا, إلى جانب مكانتهم المتقدمة بين أقرانهم في غرب أوروبا من حيث كثافة التواجد الإسلامي عبر شبكة تبدأ من المنظمات والمراكز والمساجد والمدارس وجامعة إسلامية وتنتهي بالأسواق الخيرية, والطائفة المسلمة هي الأكبر والأكثر انتشاراً وارتباطاً بالتعاليم الدينية من جميع الطوائف الأخرى مجتمعة.
وبالنسبة للعادات والتقاليد الإسلامية وخاصة المرتبطة بشهر رمضان المعظم فقد تم قبولها رسميا وأصبحت من الأمور المعتادة مثل إقامة الصلوات وصيام شهر رمضان وذبح الاضاحى .ويجد المسلمون في هولندا تفهما واحتراما من المجالس الرسمية المحلية للمدن التي تسمح لهم بالأذان للصلاة باستعمال المكبرات الصوتية وذلك لمرة واحدة في الأسبوع.
رمضان في أمريكا
الولايات المتحدة.. تلك الدولة تُعتبر واحدةً من أكثر الدول في العالم من حيث التعددية العرقية واللغوية والثقافية؛ لذا لا يشعر المسلمون والعرب في المجتمع الأمريكي- أو كانوا لا يشعرون- بأنهم أقلية؛ لأنهم ببساطة عبارة عن مجموعة عرقية أو ثقافية تعيش ضمن مجموعات أخرى زادت في العدد أو قلت.
احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي- سواء من يحلمون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ للمسلمين وغير المسلمين.
ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، كما يهتم الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" بدعوة المسلمين إلى "البيت الأبيض" في أول الشهر الفضيل كما ينص الدستور الأمريكي على احترامِ العباداتِ والأديانِ كلها دون تفرقة.
وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا.
قد لا يعلم البعض إن ساعات الصيام قد تختلف من بلد إلى آخر تبعاً لطول ساعات النهار أو قصرها.. ففي الولايات المتحدة تصل ساعات الصيام اليومي إلى حوالي (15) ساعة، وتتغير هذه الفترة كل عام- فعلى سبيل المثل هذا العام تبلغ ساعات الصيام حوالي (14) ساعة- أي للفترة من وقت الإمساك إلى وقت الإفطار تقريباً.. ولكن رغم امتداد وقت ساعات الصيام تجد أن المسلمين لديهم عزيمة، ومتمسكون بالصيام، بل ويستمتعون بالصيام جداً.
خلال شهر رمضان لم تعد شوارع أمريكا، ومعالمها الحضارية،وحدائقها، وملاهيها بنفس الجاذبية عند الجاليات الإسلامية، وهم يفضلون التزاور فى البيوت أو الالتقاء في المساجد التي تقيم فعاليات مختلفة في المناسبة، كما أن المغتربين يجدون متعة في التواصل مع أسرهم في الوطن عبر الهواتف وتبادل الأحاديث معهم، وتفقد احتياجاتهم- ويعدون ذلك واجباً عليهم في وصل الأرحام ، وإدخال السرور على نفوسهم.
رمضان فى كنـدا
في شهر رمضان المبارك تكتظ المساجد بالمصلين والمصليات، في وقت تصبح فيه مواسم العبادة مصدر من مصادر الالتحام والوحدة الاجتماعية بين المسلمين هناك.
بالرغم أن المسلمين المقيمين في كندا يشكلون نسبة قليلة لا تبلغ المليون نسمة من مجموع السكان البالغ عددهم قرابة الثلاثين مليون نسمة. وعلى الرغم من ذلك، فإن الجالية الإسلامية في كندا تترقب بشوق ولهفة مجيء شهر رمضان المبارك - شهر الخير - حيث تعم الفرحة جميع المسلمين هناك لدى سماعهم خبر ثبوت الشهر الكريم، فيهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بقدوم شهر رمضان، ويتبادلون مشاعر الأخوة والمحبة فيما بينهم، معبرين عن ذلك بقول بعضهم لبعض كل عام وأنتم بخير .
وليس من المعتاد عند المسلمين في تلك الديار الخروج لرصد هلال رمضان، إذ هم في العادة يكتفون بخبر وسائل الإعلام، وبمجرد أن يثبت خبر دخول الشهر الكريم حتى يسارع الجميع للمباركة والتهنئة، باللقاء أو الاتصال أو بما تيسر لديهم من وسائل ينقلون من خلالها فرحتهم. ويعبرون عن بهجتهم وسرورهم بقدوم الضيف المبارك شهر الخير والعمل .
ولا تُلاحظ تغيرات ذات شأن ووزن تطرأ على حياة المسلمين في كندا مع دخول الشهر الفضيل، إذ تبقى الحياة سائرة حسب وتيرتها المعتادة، ووفق نظامها المألوف، وهذا أمر طبيعي؛ إذ لا يشكل المسلمون هناك نسبة تسمح لهم بسيادة عاداتهم وممارسة شعائرهم الإسلامية التي عهدوها في بلادهم الأم .
ومع ذلك، فلا نعدم أن نجد بعض المسلمين في كندا يحافظون على التمسك بالهدي النبوي ما وسعهم الأمر في ذلك؛ فأحيانًا نجدهم يحرصون على الحفاظ على سنة تناول طعام السحور، وهم غالبًا يفطرون على التمر والحليب، أو التمر والماء، أو ما تيسر لهم من مشروبات .
الإفطار الجماعي في المساجد خلال هذا الشهر الكريم من العادات المميزة بكندا حيث تجتمع الجاليات الإسلامية من جنسيات مختلفة على مائدة واحدة، يتناولون طعام الإفطار سوية، ثم يؤدون صلاة التراويح جماعة. ومن أشهر المساجد التي يؤمها المسلمون في كندا مسجد ( السنة النبوية ) في مدينة ( مونتريال ) العاصمة، حيث يرتاد المسلمون في تلك المدينة وضواحيها هذا المسجد خلال هذا الشهر الكريم بشكل ملفت للانتباه .
وتشهد أغلب النساء صلاة التراويح في المساجد، ولا يتخلف منهن إلا من كانت صاحبة عذر، أو ضلت سواء السبيل في غمرة تلك الحياة الفاتنة .
رمضان في البرازيل
شهر رمضان في البرازيل له مذاق خاص ويعتبر عند مسلمي البرازيل واحد من المناسبات عظيمة القيمة لدى المسلمين حيث ينتظرونه من أجل تجديد ذكرياتهم الدينية شأنهم في ذلك شأن جميع المسلمين الذين يعيشون في بلاد المهاجر غير الإسلامية.
ويعلنون قدوم الشهر وفق تقويم مكة المكرمة وتعلن جميع المحطات الإعلامية البرازيلية المقروءة والمسموعة والمشاهَدة خبر حلول شهر رمضان الكريم مهنِّئين المسلمين، وتختلف عاداتُ المسلمين في الشهر الكريم عنها في باقي أيام السنة، فالسيدات المسلمات يرتدين الحجاب حتى ولو كنَّ لا يرتدينه خارج الشهر الفضيل، ومنهن من تستمر في ارتدائه بعد انتهاء الشهر؛ وذلك تأثرًا بالدفعة الروحانية التي حصلت عليها فيه.
ومن عادات المسلمين قبل الإفطار أن يكثر الازدحام أمام محلات الحلويات اللبنانية والسورية القريبة من المسجد أو التابعة له، ويغلب الطابع الشامي على موائد الإفطار في شهر رمضان بالنظر إلى غلبة أعداد المهاجرين السوريين واللبنانيين بين الأوساطِ الإسلامية في البرازيل، ويتناول المسلمون طعام الإفطار، وهناك ميزة في مسألة الإفطار في البرازيل؛ حيث تعتبر برامج الإفطار الجماعية والأسرية من أهم ما يُميز السلوك العام للأسر المسلمة البرازيلية في هذا الشهر الكريم، فبرامج الإفطار الجماعي إما أن تكون برعاية مؤسسة خيرية تحرص على تقديم الطعام المجاني للفقراء أو الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن المساجد ويتعذر عليهم الإفطار في بيوتهم مع أسرهم، وإما من محسنين أغنياء.
وبعد الإفطار يتوجه الرجال والصبية وبعض النساء لأداء صلاة المغرب، وقد يتناول البعض الفطور في المسجد، ويهتم المسلمون البرازيليون بأداءِ صلاة التراويح؛ باعتبارها المنسك البارز في شهر رمضان، ومن أبرز المساجد في البرازيل مسجد عمر بن الخطاب في مدينة فوز دي كواسو ومسجد أبي بكر الصديق بضاحية ساوبرناندرد دي كاميو، وهي الضاحية التي يعتبرها البعض عاصمةَ المسلمين في البرازيل؛ حيث تنتشر المراكز الإسلامية مثل مكتب "هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية" و"مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
وفي شهر رمضان يحرص المسلمون على قراءة القرآن الكريم وتعليمه لأبنائهم؛ حرصًا على هويتهم الإسلامية في تلك البلاد غير الإسلامية، كما تنظَّم المسابقات الثقافية ومسابقات حفظ القرآن الكريم طوال الشهر.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق