الجمعة، 29 يوليو 2011

مفهوم القضاء والقدر

مفهوم القضاء والقدر ( ارضى بما قسم الله لك)





إن لفظة "القدر" بمعنى المقدار، و "التقدير" يعني قياس الشي‏ء وجعله على مقدار، وصنع كل شي‏ء بحد معين ولفظة " القضاء" بمعنى الإتمام والفراغ من الشي‏ء، أو الأداء، والحكم، (وهو نوع من الاتمام الاعتباري). وأحياناً تستعمل كلتا الكلمتين بمعنى مترادف حيث يستعملان في معنى "المصير".
والمراد من التقدير الإلهي، أن الله تعالى جعل لكل حادث مقدارا وحدودا كمية وكيفية وزمانية ومكانية معينة، في تحققه بفعل العلل والعوامل التدريجية، والمراد من القضاء الإلهي، إيصال الحادث إلى مرحلته النهائية والحتمية بعد توفر المقدمات والأسباب والشروط لذلك الحادث. وعلى ضوء هذا التفسير، تكون مرحلة التقدير متقدمة على مرحلة القضاء، حيث تكون للتقدير مراحل تدريجية مشتملة على مقدمات بعيدة ومتوسطة وقريبة، ويتعرض التقدير للتغير بتغير بعض الأسباب والشروط.
إن لفظة "القدر" بمعنى المقدار، و "التقدير" يعني قياس الشي‏ء وجعله على مقدار، وصنع كل شي‏ء بحد معين ولفظة " القضاء" بمعنى الإتمام والفراغ من الشي‏ء، أو الأداء، والحكم، (وهو نوع من الاتمام الاعتباري).

فمثلا مسيرة الجنين المتدرجة من النطفة إلى العلقة فالمضغة، إلى أن تكون جنينا متكاملا، تعتبر هي المراحل المختلفة لتقديره، حيث يشمل المشخصات الزمانية والمكانية أيضا، وسقوط هذا الجنين في مرحلة من هذه المراحل يعد تغيراً في التقدير. وأما مرحلة القضاء فهي دفعية وليست تدريجية، ومرتبطة بتوفر كل الأسباب والشروط، وهي أيضا حتمية لا تقبل التغير﴿ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون ﴾(آل عمران:47). ولكن وكما اشرنا اليه يستعمل (القضاء والقدر) كلفظين مترادفين أحيانا ومن هنا يقسم للحتمي وغير الحتمي، وبهذا اللحاظ تعرضت بعض الروايات والادعية لتغيير القضاء وأن الصدقة والبر بالوالدين وصلة الرحم والدعاء من عوامل تغيير القضاء.
والمراد من التقدير الإلهي، أن الله تعالى جعل لكل حادث مقدارا وحدودا كمية وكيفية وزمانية ومكانية معينة، في تحققه بفعل العلل والعوامل التدريجية، والمراد من القضاء الإلهي، إيصال الحادث إلى مرحلته النهائية والحتمية بعد توفر المقدمات والأسباب والشروط لذلك الحادث

القضاء والقدر العلمي والعيني‏

يستعمل التقدير والقضاء الإلهي أحيانا، بمعنى علم الله بتوفر المقدمات والأسباب والشروط المؤثرة في تحقق الظواهر وكذلك علمه بالوقوع الحتمي لها، ويطلق على ذلك "القضاء والقدر العلمي"، وأحيانا يستعمل بمعنى إنتساب المسيرة التدريجية للظواهر، وكذلك إنتساب تحققها العيني الخارجي، إلى الله تعالى، ويطلق عليه "القضاء والقدر العيني".
ووفقا لما يستفاد من الايات والروايات، فإن العلم الإلهي بكل الظواهر بالصورة التي تتحقق بها في العالم الخارجي تماما، مودع في مخلوق شريف رفيع، يسمى "اللوح المحفوظ". وكل من يمكنه الإتصال بهذا اللوح، بإذن الله، سيكون عالما بالظواهر الماضية والمستقبلية. وهناك ألواح اخر، أقل رتبة ومقاما من اللوح المحفوظ، أودعت فيها الظواهر بصورة مشروطة وغير تامة، ومن يشرف ويتعرف عليها ستكون له معلومات محدودة وناقصة ومشروطة قابلة للتغير، وربما تكون هذه الآية الشريفة ناظرة إلى هذين النوعين من المصير ﴿ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمّ‏ُ الْكِتَابِ ﴾(الرعد:39) وتغير التقديرات المشروطة وغير الحتمية يعبر عنه في الروايات ب"البداء". إذن فالإيمان بالقضاء والقدر العلمي، لا يثير إشكالا أكثر مما ذكر في موضوع العلم الإلهي الأزلي.
ولكن الإشكال الأكثر صعوبة يأتي في مجال الإعتقاد بالقضاء والقدر العيني، وخاصة في مجال الإيمان بالمصير الحتمي، علينا معالجته والإجابة عنه وإن علم الجواب الإجمالي عنه في موضوع التوحيد بمعنى التأثير المستقل.







*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق